الاثنين، 18 يناير 2010

شكرا معن \ قصيده للشاعرالاردني محمد حرب الرمحي



شكرا لأنك قد أعدت الى فمي
طعم القصيدة يا معن
شكرا لأنك قد أعدت ألى دمي
دفء المحبة في شرايين الشجن
شكرا لعقد ظفائر الكلمات فوق دفاترك
ولطائر الشعر المحلق في سماء مشاعرك
ولكل حرف في الهوى نطقَت به
أحلامك الزرقاء بين جواهرك
شكرا لكل نوارس البحر التي أطلقتها
فوق المدن
شكرا وقد أرجعتني طفلا صغيرا
يرضع الأحلام من ثدي الزمن
ويبوس وجنات الحبيبة عاشقاً
وينام في حضن الوطن
شكرا معن

شكرا صديقي ، ألف شكر
الآن بعد قراءتك
أدركت أن الشعر بلسم دمعتي
حتى ولو كانت عيوني تحتضر
فأنا هنا وأمام تمثال القصيدة لم أزل
أرنو أليك وأنت في الملكوت شعر
الآن أغلقت النوافذ خلف قبري
أيُ قبرٍ يحتويني ، أيُ قبر
أدخلتني رحم القصيدة من جديد
وأحلت بيت عزاء وجداني لعيد
شكرا معن
شكرا فهاهي جنتي
تمتد حتى آخر الأحلام في قلب الوليد
وحبيبتي تشتاقني وترا ونهر
هي ذي ترد على مكاتيبي بجهر
وأمام كل الناس تعلن أنني
بحر من العشاق في أحداق بحر
تجثو على ركب القصيدة طفلةً
وتنام بين أصابعي قلما وحبر
وتقول لي : أشتاق رائحة الصنوبر في شفتيك أنت
فإذا أردت الموت كالنبلاء مت
لكن - بربك - لا تمت الا على صدري الرَحِب
خذ ما تشاء الآن من تفاحتيه
خذ ما تشاء من العنب
واقرأ تراتيل الحمام بمهجتي
من فيض أمطار السحب
فأقول : يا سمراوتي
الآن غير الأمسِ فلترثي الأفق
الآن موعدنا القصائد والزنابق والغسق
الآن طعم عناقنا أحلى وقد نزل المطر
ومذاق شفتينا نبيذ من حبق
وسريرنا هذي السماء
الآن وجهك أنتِ ظل قرنفلة
وهواكِ حبة كستناء
قولي معي : شكرا معن
هو من أعاد ألى القصيدة شكلها
وألى عيون الشعر عندي كحلها
وأعاد لي هذا الرجاء

أصبحت أنظر للحياة كأي طفل
وكأي عصفور طليق
أو فلنقل
أصبحت قمحا بعدما كنت السبل
وعرفت أن الشعر يشفي الروح
يشفي الصمت في ثغر الحجل
لكِ أغنيات الدفء في برد السكوت
فإذا أتى قدري غدا
ورأيت أني سوف - يا عمري - أموت
سأموت فوق دفاتري
وعلى ضفاف مشاعري
وأفيض مثل العنكبوت
حتى مع اللحن الأخير حبيبتي
سأكون ذاك العندليب
فلتطمئني
لست من يبكي وينتعل المحن
ما زلت أحترف الغناء أمام تمثال الكفن
وإذا انتهى عمري هناك
أرجوك أن تأتي لقبري واقرأي
ما تحفظين من الكتاب بلا شجن
وتذكري قولي هنا قبل الممات
- شكرا معن -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق